ومهرجان حب الملوك (الكرز)

  المجتمع

وصف

تنظم المدينة الالفية “صفرو” (المغرب) الدورة 97 لمهرجان الكرز –مهرجان حب الملوك- من سادس إلى حادي عشر يوليو 2017، وهو المهرجان المصنف كتراث إنساني لا مادي من قبل منظمة اليونسكو منذ سنة 2012.
صفرو، جنة على سفوح الأطلس المتوسط، وعبق التاريخ حيث تلتقي الديانات الثلاث، هنا يمكنك أن تقرأ التاريخ اليهودي وأنت تزور الحي اليهودي “الملاح” ببواباته الشامخة التي ما تزال شاخصة إلى الآن بالمدينة القديمة، هنا يمكن لخيالك أن يسرح بعيدا وهو يفكر في الحضارة الإسلامية من خلال وقوفك على الأبراج العتيقة وزيارتك لزاوية سيدي الحسن بن احمد، الولي الشهير الذي يعود للقرن الثامن عشر.
صفرو، حديقة المغرب، المعروفة بزراعة أشجار الكرز، تدعوكم من جديد للاحتفاء بأقدم مهرجان في المغرب، مهرجان يحمل رسالة محبة كونية، رسالة سلام وتسامح وتعايش، محتفيا بالتنوع والغنى الذي عرفته المدينة الألفية عبر عصور، أليست هي التي لقبها اليهود والمسيحيون بالمدينة الهادئة والسلمية؟ أليست هي المدينة التي وصفها “شارل فوكولد”، بفضل تعايشها فقال “دمنات وصفرو، منطقتين بالمغرب حيث يمكن لليهود أن يكونوا سعداء” (من كتاب: المغرب الأندلسي: اكتشاف أسلوب حياة)
منذ سنة 1920، ومهرجان حب الملوك في تحسن مستمر، حتى أصبح اليوم صورة نموذجية للهوية الوطنية المغربية، إذ يحيي الموروث الثقافي الوطني، ويعطي زخما فكريا وثقافيا وفنيا وتراثيا واقتصاديا كبيرا لهاته المدينة المترامية عند سفوح الجبال على المستوى الدولي.
شجرة الكرز التي استطاعت أن تجعل من التنوع الثقافي والديني قوة توحدنا، تشكل أيضا عنصرا ثقافيا أساسيا في إفريقيا كما نقرأ ذلك لدى “عصمان سوصي” في كتابه (حكايات وأساطير من إفريقيا السوداء)، “مامادو كان لديه شغف الكرز…”
وللتذكير فإن هاته الدورة 97 تنظم من قبل مؤسسة “كرز” لصيانة وتثمين مهرجان حب الملوك، بشراكة مع الجماعة الترابية لمدينة صفرو ودعم من عمالة صفرو ومهنيين وفنانين وفاعلين جمعويين واقتصاديين بالمدينة.