الباريدوليا Pareidolia
- من طرف hassanbalam
- 4237 مشاهدة
تُسمى هذه الظاهرة بالباريدوليا Pareidolia (لم أجد لهذا المصطلح مرادفًا بالعربية).
وهي ظاهرة نفسية تجعل الإنسان يدرك محفزًا عشوائيا أو غامضا (كصورة أو صوت) على أنه أمر واضح أو ذا ميزة، كأن يرى المرء زخارف عشوائية فيتبين منها صورة وجه إنسان بالرغم من أن الرسم لا يحتوي على وجه! هنا المحفز العشوائي هو الزخارف والميزة التي أدركها الإنسان من الزخارف هي وجه إنسان!
أمثلة أخرى: أن يسمع أحدهم أغنية فيدعي بأن خطابًا أو كلامًا سرّيا مخفي بين طيّات الأغنية! أو أن يتبين أحدهم صوت رنين الهاتف أو صوت أغنيته المفضلة من صوت الماء عند الاستحمام!
"يوجد بين البشر اتجاهاً سائداً وموحداً في تصور الأشياء ينتقل من السلف إلى الخلف ، هي سمات يكونون على معرفة ووعي تام بها ، كأن نتخيل رؤية وجوهاً بشرية على سطح القمر أو جيوشاً في السحب ، وما لم يتصحح ذلك الميل الطبيعي من خلال التجربة والتأمل فسوف يُنسب ذلك إلى الخبث أو النوايا الحسنة في كل شيء يضرنا أو يسعدنا. " - ديفيد هيوم
- والباريدوليا Pareidolia هو نوع من الوهم أو عدم القدرة على الإدراك والذي ينطوي على حافز غامض أو مُبهم تبدو فيها الأشياء (على غير حقيقتها) بجلاء ، على سبيل المثال ، عندما تتغير ألوان الخبر المحمص (التوست) فإن البعض قد يتخيلون فيه وجه يسوع ، أو يرى البعض صورة الأم تيريزا أو الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان أو صورة رجل على القمر في كعكة القرفة!
- وفي الظروف العادية ، يوفر (الباريدوليا) تفسيراً نفسياً لكثير من الأوهام المستندة على الإدراك الحسي ، وعلى سبيل المثال ، فإنه يفسر الكثير من مشاهدات اليوفو ، وأيضاً سماع رسائل تشاؤمية عند إعادة تشغيل الرسائل المسجلة على الهاتف ، كما أنه يفسر مشاهدة وحش بحيرة لوخ نيس وأيضاً يفسر العديد من الرؤى الدينية ، ويفسر السبب الذي يكمن في مشاهدة بعض الناس لوجوه أو مباني في الصور الملتقطة لمنطقة "السيدونيا " (الوجه الذي يظهر في كوكب المريخ) ،
- وفي ظل الظروف السريرية (الإكلينيكية) ، فإن بعض علماء النفس يشجعون ممارسة (الباريدوليا) كوسيلة لفهم المرضى ، على سبيل المثال ، اختبار بقعة حبر رورشاخ (هي بقع من الحبر السائل تنثر على الورق ومن ثم تطوى الورقة لكي نحصل على شكل مختلف ومتناظر ، فيختلف البشر في تفسيره ما يرونه ولكن قد تكشف شيئاًعن تصوراتهم وأفكارهم وربما تعكس شخصيتهم).
- وقد زعم عالم الفلك (كارل ساجان) أن ميل الإنسان لرؤية وجوه في الكعك والغيوم وكعك القرفة وما شابه ذلك هو سمة تطورية ، حيث كتب قالاً: " في اللحظة التي يتمكن فيها الطفل الوليد من الرؤية يبدأ مباشرة في التعرف إلى الوجوه ، ونحن نعلم أن هذه المهارة هي راسخة ومتجذرة في عقولنا منذ نعومة أظفارنا ، برغم أن أولئك الأطفال الرضع الذين عاشوا منذ مليون سنة مضت لم يتمكنوا من التعرف على الوجوه وكانوا لا يبتسمون لها ، وكانوا أيضاً أقل عرضة لكسب قلوب والديهم ، وأقل احتمالا للنجاح ، وفي هذه الأيام فإن كل الأطفال الرضع تقريباً لديهم سرعة في تحديد الوجوه البشرية ، والاستجابة للابتسامات الحنونة" – كارل ساجان (1945-1995).
- ربما كان ( ساجان) محقاً في الميل للتعرف على الوجوه ، ولكننا لا نرى أي سبب للاعتقاد أن هناك ميزة تطورية في رؤية النماذج المقلدة من اللوحات ، والأشباح ، والشياطين ، وما شابه ذلك في الجماد ، بالرغم من وجود ميزة تطورية بالطبع في رؤية لوحة "العشاء الأخير" أو الحيوانات المفترسة ضد خلفية بيئية متباينة ، ولن تكون هناك أي ميزة للقول بأن الصقور تغوص في ظلال مكورة على الصخور ، ولكن يبدو من المرجح أن العقول في العصر الحديث تختلق نوعاً من تفاعل مع الأشكال والخطوط والظلال ، مثل اتصالها بالرغبات والمصالح والآمال والهواجس الحالية ، وما شابه ذلك ، ومعظم الناس لديهم أوهاماً ترتبط بكينونتهم ، ولكن البعض قد أصبح مركزاً على واقع تصوراتهم ويحولون التخيلات إلى أوهام ، ومع القليل من التفكير النقدي ، ينبغي أن نقنع الناس الأكثر تعقلاً بأن حبة البطاطس التي تبدو مثل الإله الهندوسي جانيش ، وكذلك كعكة القرفة التي تبدو وكأنها الأم تيريزا ، أو المساحة المحترقة في الكعكة التي تبدو مثل المسيح هي في النهاية حوادث ليس لها مغزى ، لذا فمن الأرجح أن صورة السيدة العذراء التي يراها البعض في انعكاس المرآة أو على أرضية المساكن أو في السحب هي من اختلاق مخيلة الشخص نفسه ولا ينبغي تخيل السيدة العذراء المتوفية منذ 2000 سنة في مثل هذه الأمور الدنيوية والغير مجدية.
ظاهرة الباريدوليا... حين تخدعنا العشوائيات!
أحيانا أسرح في سحب السماء لأجدها تشكلُ أشكالا أعرفها، فتارة أرى أشخاصًا وتارة أرى حيوانات... ولو كان مزاجي مناسبًا وأمعنت أكثر في خيالي لوجدت تلك السحب تتشكل طوع إرادتي!
وفي الحقيقة لا يقتصر هذا على السحاب، فزخارف الستارة ورسمات ورق الجدار وأنماط البلاط كلّها لو أمعنا النظر فيها لوجدنا العجائب من الأشكال مما يُنتجه خيالنا!
تُسمى هذه الظاهرة بالباريدوليا Pareidolia (لم أجد لهذا المصطلح مرادفًا بالعربية).
وهي ظاهرة نفسية تجعل الإنسان يدرك محفزًا عشوائيا أو غامضا (كصورة أو صوت) على أنه أمر واضح أو ذا ميزة، كأن يرى المرء زخارف عشوائية فيتبين منها صورة وجه إنسان بالرغم من أن الرسم لا يحتوي على وجه! هنا المحفز العشوائي هو الزخارف والميزة التي أدركها الإنسان من الزخارف هي وجه إنسان!
أمثلة أخرى: أن يسمع أحدهم أغنية فيدعي بأن خطابًا أو كلامًا سرّيا مخفي بين طيّات الأغنية! أو أن يتبين أحدهم صوت رنين الهاتف أو صوت أغنيته المفضلة من صوت الماء عند الاستحمام!
هل ذكركم تعريف هذه الظاهرة بشيء؟
نعم، تذكرتُ صور الطماطم والحمَام والبطيخ وغيرها من أشياء ادعى ناشروها بأن اسم الجلالة مكتوب عليها!
وتذكرت أيضا مقطع الأسد والديك اللذين زعم ناشروهما بأن نداءات هذه الحيوانات العشوائية تقول "الله"!
هل هذه المظاهر مُقتصرة على المسلمين؟
لا، بل هي ظاهرة بشرية طبيعية منتشرة في كل الديانات والمجتمعات! فكما يرى المسلم اسم الله، يرى المسيحي مريم العذراء والمسيح -عليهما السلام- متشكلين على ما يخطر وما لا يخطر ببال! وقس هذا على بقية الديانات من بوذية وهندوسية وغيرها!
بل إن هذه الظواهر لم تقتصر على الرموز الدينية، وشملتها لظهور شخصيات مشهورة كأوباما وبوش بل حتى الشيطان!
تابعوا معي بعض الأمثلة:
(1) ادعى البعض ظهور وجه "الشيطان" في الدخان المتصاعد من أحداث 11 سبتمبر
(2) لاحظ البعض وجه "الشيطان" ولكن هذه المرة في شعر الملكة إليزابيث الثانية في صورة لها في العملة النقدية الكندية! وتم تعديل الصورة بعدها لكي يختفي هذا الوجه المزعوم!
(3) صورة مزعومة لمريم العذراء تظهر في قطعة خبز محمص
وقد تطرقنا من قبل في عالم الأكاذيب لموضوع ظهور مريم العذراء على أسطح كنائس مصر اضغط هنا. وفي المصادر الموردة في الأسفل مزيد من الأمثلة لمن هو مهتم.
إعطاء معنى أو تفسير لظواهر الباريدوليا يحوّلها إلى ما يُسمى بالاستسقاط Apophenia.
في الاستسقاط يفسر المرء أحداثا لا رابط بينها بتفسير أو معنى جديد لا علاقة له بهذه الأحداث، أو اعطاء هذه الأحداث أهمية أكثر من ما تستحق.
فحين يُفسر المسيحي صورة لمريم العذراء على قطعة خبز على أنها معجزة أو علامة دينية من الله فإن هذا يُعتبر استسقاطًا.
الاستسقاط قد يُفسر الكثير من نظريات المؤامرة المنتشرة، حيث يتم ربط أحداث قد تكون عشوائية أو غير ذات علاقة وتفسيرها على أنها مؤامرة مدبرة!
ويدخل في الباريدوليا والاستسقاط جزم البعض برؤية الأصحن الطائرة والأشباح وغيرها من المخلوقات الخرافية.
قد لا نستغرب هذه الظواهر إذ عرفنا أن البحث عن تفسير، وإيجاد معنى لكل شيء هو غريزة إنسانية متأصلة، للإنسان قدرة رائعة على ملاحظة الأنماط في الأمور التي من حوله، بل إن الطبيعة البشرية لديها قدرة عجيبة في استنباط الوجوه في ما هو حولها من أشياء...
وقد يكون لرغباتنا وآمالنا ومعتقداتنا يد في توجيه هذه القدرة. فحين يرى غير المسيحي صورة مريم العذراء فإنه سيفسرها بأي تفسير آخر غير أنها ذات معنى ديني، لكن المسيحي المؤمن قد يُصر أشد الإصرار على أنها علامة ومُعجزة دينية!
هل فهمتهم ما أريد أن أرمي إليه؟
العلم والعقل السليم يَرفض هذه المعتقدات ويَعتبر هذه الظواهر بأنها ظواهر طبيعية عشوائية غير ذات معنى. وإصرارُ البعض على اسقاط الدين والإعجاز على هذه الظواهر لن يُقنع أحدًا! بل يُعرض الدين والمتدين للسخرية!