Main photo بداية حرب على الفساد

بداية حرب على الفساد

  • من طرف Admin
  • 3154 مشاهدة

الحرب على الفساد، في تونس اليوم، ليس بالعملية الهينة كما يتصور البعض، اذ كل التقارير المحلية والدولية، تشير الى أنه تحول الى سرطان ينخر المجتمع ومؤسسات الدولة، وهناك شواهد كثيرة دالة على ذلك، فقد تحول الى "شبكة" وليس مجرد أعمال معزولة لأفراد هنا أو هناك، ساهم ضعف الدولة واستضعافها، في تمدد الظاهرة لتمس فئات وشرائح واسعة من المجتمع التونسي.

لعل هذا ما جعل الخبراء في الداخل والخارج يتحدثون عن "فساد صغير" و"فساد كبير" جعلت مسار الانتقال السياسي والديمقراطي في حالة موت سريري ان لم تكن قد توقفت (أنظر تقرير مجموعة الأزمات الدولية الأخير، 10 ماي 2017)، ولعل تصريح كل من رئيس الحكومة السابق الحبيب الصيد والحالي يوسف الشاهد خير دليل قاطع على ما ذهبنا إليه، حيث أكدا على أن "الفساد أخطر من الارهاب".

ان سلطة الفاسدين تجاوزت "الأفاريات" و"البزنس" الى "التجرأ" على الأمن القومي (الإيقافات الأخيرة الى حد الآن هي في علاقة بالأمن القومي). وهذا ما يدركه أيضا الرأي العام، الذي "احتفى" بالإيقافات الأخيرة لما يسمى ببارونات الفساد، احتفاء حول رئيس الحكومة يوسف الشاهد الى "بطل قومي" على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.

من هنا أريد التشديد في هذه التدوينة على أن الحرب على الفساد ستكون صعبة وشاقة وتفترض تجنيد كل المجتمع، وتحويلها الى قضية رأي عام وطني، والأهم الى "مطلب اجتماعي" أساسي وملح، حينها يمكن لرئيس الحكومة وللدولة أن تنتصر على الفساد والمفسدين صغارا وكبارا.

بالمناسبة أريد أن أشير بل أفشي محتوى "دردشة" لي منذ أسبوع مع الرئيس يوسف الشاهد ( أطلب هنا منه السماح فالمجالس بأماناتها لكن المصلحة الوطنية تقتضي ذلك سيدي الرئيس)، أكد لي فيها أنه مصمم على تجسيم معاني "الوحدة الوطنية"، التي يرى أنها أساس استعادة هيبة الدولة وسلطانها، واضاف أنه بصدد بناء "حزام وطني" حوله لتنفيذ هذه المهمة (التفاصيل بدأت من ليلة البارحة وستكون تباعا خلال هذه الصائفة).

بعيدا عما قد يفهم منه دعاية للرجل، لمست لديه ارادة وتصميم على النجاح، وعلى حماية المجتمع من الانهيار القيمي وحماية الدولة من الاستضعاف ومن التفكك، وهو ما أكده لي أيضا ليلة البارحة بعد "زلزال" الايقافات، أكده لي بكل ثقة في النفس، حينها قلت له : وفقكم الله وستجدون كل الدعم والمساندة من التونسيين كافة، هذا ما تأكد من خلال التفاعل الكبير واللافت للانتباه مع حملة الايقافات الأخيرة، التي تحولت الى "عرس تونسي" كبير على صفحات الفايسبوك.

الصريح



Admin
Admin

ma9al24.com