حتى لا ننسى
- من طرف hassanghrib63
- 3369 مشاهدة
{{حتى لا ننسى شعراء الهجاء }}
حتى لا ننسى
شعــــــــراء الهجــــــــــــاء
بقلم
حســــــن غريـــــب
كان يسكن شمال الجزيرة العربية و منتصفها منذ ألف عام قبل الميلاد ، رحل هم دون ريب أجداد من أسموهم ( عربى ) على ما ورد فى وثائق آشورية فى القرن الثامن قبل الميلاد ، عاش فيها البدوى حياة قاسية مضطربة فى مسالك قفرة و صحراء شاسعة تنازعوا فيها على الكلأ و الماء و نطقوا بالشعر ( غناء و فخراً و شجاعة و رثاء و هجاء ) و قد جاء فى لسان العرب لابن منظور عن معنى كلمة هجاء فقال : هجاه – يهجوه – هجواً أى شتمه بالشعر ، و الهجو الوقيعة بالأشعار فكان شاعرهم خطيب القبيلة و المدافع عنها على منابر الهجاء و غيرها من ملامحم و بطولات و أشهر قصائدهم فى ذلك المعلقات ( السبع الطوال ) ومن الشعراء الذين اشتهروا بالهجاء {{ الحطيئة و أصحاب النقائض }} جرير و الأخطل و الفرزدق بالإضافة إلى بشار و دعبل و طرفة فقد وصلوا فى هجائهم إلى الملوك و الأمراء فكانت لهم النهاية فى أبشع صور الهلاك 00
- اولاً : :: طرفة بن العبد ، البكرى
ظلم عشيرته 00
• شاعر جاهلى أدركه ظلم العشيرة فى أحياء بنى بكر و اسمه عمرو بن العبد و لقبه طرفة لقوله هذا البيت ::
لا تعجلا بالبكاء اليوم مطرفاً ** و لا أمير كما بالدار إذ وقفا
وكانت حياته مأساة منذ أصابه اليتم ولد فى البحرين و كان والده غنياً فتقاسم أعمامه مال أبيه بدعوى إنصراف طرفه إلى اللهو و المجون مع أنهم مغمورون به كان العبد والد طرفة أخاً للمرقش الأصغر و ابن أخ للمرقشى الأكبر و كلاهما شاعر و خاله الشاعر المتلمس فما ترعرع طرفة حتى قال الشعر و ما شب حتى نبغ فيه ومن جميل قوله
و الظلم فرق بين حبى وائـل ** بكر تساميتها المنايا تغلب
قد يبعث الأمر العظيم صغيره ** حتى تظل له الدماء تصيب
ومن روائع الشعر عند طرفة معلقته و فيها ثورته على أعمامه و ظلم العشيرة له كما ظهرت ألوانه الشعرية و براعته و صوره الذاتية و حكمه الخالدة ومنها قوله ::
و ظلم ذوي القربى أشد مضاضة ** على النفس من وقع الحسام المهند
ستبدى لك الأيام ما كنت جاهـلاً ** و يأتيــك بالأخبـار ما لا تـزود
عن المرء لا تسل و سل عن قرينه ** فكل قرين بالمقارن يقتـــــدي
أرى الدهر كنزاً ناقصاً كل ليلــة ** و ما تنقص الأيام و الدهر ينقـص
أرى قبـر نحـام قليـــل بماله ** كقـبر غـوي فى البطالة مفســد
الغلام القتيل
- أجمع الرواة أنه قتل على يد عمرو بن هند ملك الحيرة و ذلك أن طرفة خرج مع خاله المتلمس إلى بلاط الملك عمرو بن هند و عاشا فى رخاء و كرم و حدث أن رأى طرفة أخت الملك فقال فيها شعراً غاظ أخيها و فى اليوم الثانى نقلهما عمرو بن هند إلى بلاط أخيه قابوس ، فاختلفت الحياة عنده و لم يستطيعا الوصول إليه فهجاه طرفة مع أخيه الملك فى بيتين من الشعر 00
- و لما سمع الملك كظم غيظه حتى سنحت الفرصة فأرسلهما إلى عامله فى البحرين [ ربيعه بن الحرث ]أمره بقتلهما و لكن المتلمس شعر بالخطر و عرف الغدر ففر هارباً إلى الشام و ضرب المثل بصحيفته فيقل ( أشأم من صحيفة المتلمس ) أما طرفة فتابع إلى البحرين و لكن عاملها لم يقتله و أعلم الملك بذلك فأرسل عمرو بن هند عاملاً آخر اسمه (( معضد بن عمرو )) فقتل العامل السابق و أثنى عليه بطرفة فقتله و اختلفت الروايات فى قتله فقالوا :
- اولاً : أفصد الأكحل و هو سكران 0
- ثانياً : قطعت رجليه و يديه و دفن حياً و قالوا صلب 0
- فرثته أخته الخرنق بأبيات منها ::
عددنا له ستاً و عشرين حجة ** فلما توفاها استوى سيداً ضخماً
فجعلنــــا لما رجونا أيابه ** على خير حال لا وليداً و لا قحما
ذلك الغلام القتيل طرفة بن العبد ابن العشرين
ثانيـاً :: مصرع المرء بن فكيه
بشار بن برد
من 96 هــ - حتى 1688 هــ
- بشار بن برد من مخضرمى الدولتين الأموية و العباسية كنيته أبا معاذ و يلقب بالمرعث لرعثات كانت فى أذنه و هو من طبقات المحدثين بإجماع الرواة ورئاسته عليهم فقد كان لبشار قريحة سمحة و عقل نير و خيال يأتى بالصور الطريفة من الواقع بالإضافة إلى متانة لغته و سعتها و غناها و إذا أنشد صفق بيديه و تنحنح و بصق فكان يأتى بالعجب 00
- كان بشار شعوبياً يكره العرب و يمدح الفرس و عندما يرى الغلبة ينتسب للعرب و يفتخر بولائه لعقيل بقوله :
أننى من بنى عقيل بن كعب ** موضع السيف من طلى الأعناق
- و قال الأصمعى : ( كان بشار من أشد الناس تبرماً بالناس )
- و قالوا كان بشار : جباناً رعديداً جشعاً نهماً شهوانياً فاحشاً ماجناً مستهتراً أفسد بغزله نساء البصرة و شبانها فهذا مالك بن دينار يقول فيه : ( ما شئ أدعى أهل هذه المدينة إلى الفسق من أشعار هذا الأعمى )
- و قال واصل بن عطاء فيه إن من أخدع حبائل الشيطان و اغواها لكلمات هذا الأعمى له ألست القائل :
فى حلتى جسم فتى ناحل ** لو هبت الريح به طاحا
- قال بشار نعم ، قال الرجل :
- لو بعث الله الريح التى أهلك بها الأمم الخالية ما حركتك من مكانك فبهت بشار و لم يقل شيئاً