كيف نستقبل شهر رمضان الأبرك
- من طرف مريم بلبصير
- 3000 مشاهدة
المقدمة:
الحمد لله الذي أوجب علينا نعمة الصيام فقال: ﴿يأيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون﴾ وقال جل جلاله ﴿فمن شهد منكم الشهر فليصمه﴾، وجعله لنا مطهرا ومكفرا من الذنوب والمعاصي مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم: ’’من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه‘‘، وجعله مع القرءان شفيعا لنا يوم الغاشية يوم لا تملك نفس لنفس شيئا، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى ربه بقلب سليم منيب قال صلى الله عليه وسلم: ’’الصيام والقرءان يشفعان للعبد يوم القيامة‘‘، وأشهد أن محمداً صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله خير من تعلم وعلم، وخير صلى وصام، وخير من تهجد وقام، أدى الأمانة، وبلغ الرسالة، ونصح الأمة وهدى الله به من الغمة، جزاه الله عنا وعن الإسلام خير ما جازى نبيا عن أمته ورسولا عن رسالته، و على آله الأطهار وصحبه الأخيار وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد؛
فشهر رمضان، شهر القرءان، شهر الغفران، شهر العتق من النيران، شهر لا كالشهور فيه تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران وتصفد فيه مردة الجان، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ’’إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجان، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، ونادى مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة‘‘(رواه الترمذي).
إنه شهر التوبات، فيه تغفر الخطيئات وتمحى الزلات وتقال العثرات وتجاب فيه الدعوات وترفع فيه الدرجات، إنه شهر مضاعفة الطاعات بالعبادات والإكثار من فعل الحسنات والمسارعة إلى الخيرات، إنه شهر البركات وتنزل الرحمات من رب البريات. رمضان أخواتي الفضليات حديقة وافرة الظلال دانية الثمار، رمضان لذة أرواح المحبين وروضة العابدين وسلوة الزاهدين ومحك أحوال الصاديقين وميزان أعمال السالكين.
فكيف نستقبل هذا الضيف الكريم، وكيف يكون عملنا فيه؟
أولا: ينبغي أن يكون لديك أختي الفاضلة حرص كبير على بلوغ هذا الشهر الكريم، وذلك بسؤال الله جل وعلا بصدق وإلحاح أن يبلغك إياه وأنت في كامل صحتك وعافيتك، ونشاطك وقوتك حتى تغتنميه في طاعة الله وعبادته كما كان دأب سلفنا الصالح رضوان الله عليهم أجمعين، فقد كانوا يدعون الله تعالى ستة أشهر أن يبلغهم رمضان. وكان التابعي الكبير ابن أبي كثير يدعو فيقول: ’’اللهم سلمني إلى رمضان، وسلم لي رمضان، وتسلمه مني متقبلا‘‘.
ثانيا: يجب عليك أختي الكريمة شكر المولى جل وعلا على نعمة بلوغك هذا الشهر الكريم الذي فيه مضاعفة الأجر وفيه ليلة خير من ألف شهر،إعترافا منك بفضل الله ورحمته وايفاء منك بحق النعمة، قال تعالى: ﴿قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون﴾. الحمد لله الذي بلغنا رمضان، والحمد لله الذي من علينا بنعمة استقباله ونحن على الإيمان، والحمد لله الذي أوجب علينا فيه الصيام والقيام وتلاوة القرءان.
ثالثا: عليك أختي المسلمة بالفرح والسرور بمقدم خير الشهور، وعليك بالإبتهاج والإستبشار بحلول شهر الصيام والقيام ، عملا بما كان عليه نبينا صلى الله عليه وسلم فقد كان صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بهذا الشهر الكريم ويدعوهم للتأهب له والإستعداد وحسن الإستقبال واغتنام هذه الفرصة التي قد لا تعوض مرة أخرى، فقد روى ابن أبي شيبة في مصنفه والنسائي في سننه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال نبي الله صلى الله عليه وسلم وهو يبشر أصحابه: قد جاءكم شهر مبارك، افترض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغلُّ فيه الشياطين، فيه ليلة القدر خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم‘‘
رابعا: العزم على اغتنام موسم الطاعات بمضاعفة الأعمال وتعمير الأوقات بذكر الله وعبادته والسعي بصدق وإخلاص في بذل أعمال الخير والبر، فإن من صدق الله صدقه وأعانه على طاعته ويسرالخير له.وخير ما نعمر به أقاتنا أخواتي الغاليات في شهر الطاعات ما كان عليه نبينا عليه أفضل الصلوات وأزكى التسليمات فقد كان من هديه صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان: الإكثار من أنواع العبادات، فكان جبريل عليه السلام يدارسه القرءان في رمضان، وكان إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة، وكان أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان، يكثر فيه من الصدقة والإحسان وتلاوة القرءان والصلاة والذكر والإعتكاف.
خامسا: من حسن اسقبال هذا الضيف والإستعداد له أختي الكريمة أن نتفقه في أحكام رمضان بأن نعرف مسائل الصيام وأركانه وشروطه وواجباته وآدابه وسننه ومبطلاته ومفسداته لنكون على بصيرة من ديننا، ولكي نعبد الله على علم لا عن جهل، فالجاهل غير معذور بجهله للفرائض التي افترضت علينا لأنه لم يبذل جهدا في طلب العلم، قال تعالى: ﴿واسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون﴾ وقال: ﴿من يرد الله به خير يفقه في الدين﴾.
سادسا: من أفضل ما يستقبل به هذا الشهر الكريم أخواتي في الله: العفو والصفح عن الناس ومقابلة اساءتهم بالإحسان ﴿والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس﴾، ﴿واعفوا واصفحوا حتى ياتي الله بأمره﴾.
سابعا: رمضان فرصة للتوبة و فرصة للمغفرة، رمضان هو ذاك النهر الذي تغسل فيه كل الخطايا والأوزار.
والتوبة يجب أن لا تكون إلا نصوحا، والتوبة النصوح لا تقبل إلا بتحقق أربعة شروط وهي: 1-الإقلاع عن الذنب؛ 2- الندم على الذنب؛ 3- العزم على عدم العودة للذنب؛ 4- رد المظالم. وحقيقتها الأوبة والعودة إلى الله بقلب خالص، وهي نوعان: توبة توفيق، وتوبة قبول. يوفق الله عبده للتوبة من ذنوبه أولا ثم بعد ذلك ينظر في توبته إن استوفت للشروط الأربعة التي ذكرناها قبلها منه وتاب عليه، قال تعالى: ﴿يأيها الذين ءامنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا﴾، وقال: ﴿إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما﴾.
واحذري أختي الفاضلة أن تنوي توبة مؤقتة في رمضان، وبعد رمضان تعودي لما كنت عليه من الغفلة والعصيان، فإنها نية تمنع قبول التوبة. وإياك والقنط من رحمة الله قال سبحانه: ﴿قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم﴾، فإن رحمة الله وسعت كل شيء، وسعت البار والفاجر والصالح والطالح والإنسان والجان والحيوان، لكن لا يكتبها إلا لمن آمن وحقق التقوى قال تعالى: ﴿ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويوتون الزكاة والذين هم بآياتنا يومنون﴾، والتقوى هي اتخاذ ما يقي من سخط الله وغضبه بامتثال أمره واجتناب نهيه والوقوف عند حده، والحكم بشرعه، واتباع نبيه صلى الله عليه وسلم.
وما لك ألا تتوبي وتعودي إلى العزيز الغفار ﴿غافر الذنب قابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير﴾. وقد أهل علينا موسم الرحمات، موسم التوبة والأوبة، موسم الغفران والعتق من النيران. فلئن كنت قد أتعبتك المعاصي وأثقلتك الذنوب فاعلمي أن لك ربا غفورا رحيما، فلا تمنعنك الذنوب من التوبة إلى علام الغيوب, قال تعالى: ﴿ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيماً﴾.
أختي الغالية لا تكوني للهوى ركوب فإنه أمل كذوب، ولا تصدنك كثرة العيوب عن التوبة من الذنوب، ولا تقنطنك كثرة المعاصي من رحمة الإله الوهوب، مالك الشروق والغروب، فإنه ليس يرجو الله إلا خائف.
ثامنا: تزكية النفس بترك السيئات وفعل الطاعات من ذكر وصلاة وصدقات وغيرها من الأعمال المستحبات في شهر الرحمات.
عليك أختي الكريمة بالتخلي من المعصية والتحلي بالطاعة، واحذري من تضييع هذا الموسم العظيم الشأن بالإعراض والنوم والغفلة واللهو وكثرة اللغو، ولا يكونن حالك كحال أولئك الأشقياء الذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم، لاينزجرون ولا يوعظون ولا يغتنمون ما ينفعهم من مواسم الخيرات.
فالمصود الحقيقي من الصوم ليس مجرد الإمساك عن شهوتي البطن والفرج من طلوع الفجر إلى غروب الشمس فحسب بل هو حبس النفس عن الشهوات، وفطامها عن المألوفات، وحملها على الطاعات وفعل الخيرات.
ورحم الله من أنشد قائلا:
يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجب***حتى عصى ربه في شهر شعبان
لقد أظلك شهر الصوم بعدما***فلا تُصيرهُ أيضا شهر عصيان
واتل القرءان وسبح فيه مجتهداً***فإنه شهر تسبيح وقرءان
واحمل على جسد ترجو النجاة له***فسوف تُضْرمُ أجساد بنيران
وإنما تزكو النفس بالتخلي عن المخالفات والتحلي بالطاعات، ومن هذه المخالفات: الإنشغال باعداد الطعام عن القيام.و الإسراف في النوم ،و السهر في اللعب والملاهي والمقاهي والجلوس أمام شاشة التلفاز عوض استقبال القلبة للصلاة...
ومن تزكية النفس أيضا ترك الكذب والظلم والعدوان على الناس في دمائهم وأموالهم وأعراضهم ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ’’من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه‘‘(رواه البخاري)، وقال بعض السلف: أهون الصيام ترك الطعام والشراب. وقال جابر: إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم، ودع أذى الجار، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك، ولا تجعل يوم صومك ويم فطرك سواء.
إذا لم يكن في السمع مني تصاون***وفي بصري غض وفي منطقي صَمتُ
فحظي إذا من صومي الجوع والظمأ***فإن قلت إني صمت يومي فما صُمت
ومن تزكية النفوس أيضا التخلص من المشاحنات والخصومات، فإذا أساءت إليك أختك فقابلي إساءتها إحسانا وقولي رحمك الله ﴿اللهم إني صائم﴾ واصبري واحتسبي ﴿فإنما يوفون الصابرون أجورهم بغير حساب﴾.
تاسعاً: احرصي أختي الصائمة القائمة على الإجتهاد في قيامك بدون ملل ولا كلل فإن رحلة رمضان قصيرة فاز فيها من فاز، وخاب فيها من خاب، وخسر فيها من خسر، قال صلى الله عليه وسلم: ’’من قام رمضانا ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه‘‘.
عاشراً: أعظم طاعة يا أخوات بعد الفرائض هي تلاوة القرءان، فقد كان سلفنا الصالح يجلسون في المساجد بعد الصلوات يقرؤون كتاب الله حالهم حال مرتحل كلما انتهى من سورة الناس عاد من أول القرءان، قال صلى الله عليه وسلم:’’اقرؤا القرءان فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه‘‘.
الحادي عشر: ملأ الأوقات بالذكر والتسبيح لأنها علاج القلوب والبلسم الشافي لما في الصدور، قال تعالى: ﴿ألا بذكر الله تطمئن القلوب﴾
الثاني عشر: الصدقات من أعظم الطاعات، وأفضل القربات، وأجل الحسنات.
الثالث عشر: صلاة التراويح
صلاة التراويح هي عبادة عظيمة وقربة مشروعة فعلها النبي صلى الله عليه وسلم ليالي بالمسلمين ثم تركها خوفا من أن تفرض عليهم فيشق عليهم الأمر، وأرشدهم إلى الصلاة في البيوت، ثم لما توفي صلى الله عليه وسلم وأفضى أمر الخلافة إلى عمر بن الخطاب الخليفة الثاني بعد أبي بكر الصديق رضي الله عنهما ورأى الناس في المساجد يصلونها أوزاعا هذا يصلي لنفسه، وهذا يصلي لرجلين، وهذا لأكثر، قال: لو جمعناهم على إمام واحد، فجمعهم على أبي بن كعب، وصاروا يصلونها جميعا وفي ذلك مصاح كثيرة في اجتماع المسلمين على الخير واستماعهم لكتاب الله وما قد يقع من المواعظ والتذكير في هذه الليالي العظيمة.
وتعتبر صلاة التراويح قيام لليل جماعة في شهر رمضان تؤدى ركعتين ركعتين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سئل عن صلاة الليل: ’’صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الفجر صلى واحدة توتر له ما قد صلى‘‘. وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة (۷\۲۰۱) أن: صلاة المرأة في بيتها خير لها من صلاتها في المسجد، سواء كانت فريضة أم نافلة تراويح أم غيرها.
وقد اختلف العلماء في عدد ركعات التراويح فقال ابن باز رحمه الله: ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على التوسعة في صلاة الليل وعدم تحديد ركعات معينة، وأن السنة أن يصلي المؤمن والمؤمنة مثنى مثنى، يسلم من كل اثنتين، وأصح ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم الإيثار بثلاث عشرة أو إحدى عشرة ركعة، والأفضل إحدى عشر، فإن أوتر بثلاث عشرة فهوأيضا سنة وحسن، وهذا العدد أرفق بالناس وأعون للإمام على الخشوع في ركوعه وسجوده وفي قراءته، وفي ترتيل القراءة وتدبرها، وعدم العجلة في كل شيء، وإن أوتر بثلاث وعشرين كما فعل ذلك عمر والصحابة رضي الله عنهم في بعض الليالي من رمضان فلا بأس فالأمر واسع.
وسئل سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله عن حكم القراءة من المصحف في صلاة التراويح فأجاب أنه لا حرج في القراءة من المصحف في قيام رمضان لما في ذلك من إسماع المأمومين جميع القرءان ولأن الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة قد دلت على شرعية قراءة القرءان في الصلاة، وهي تعم قراءته من المصحف وعن ظهر قلب.
وسئل سماحته عن حكم التنقل بين المساجد بحثا عن الصوت الحسن فأجاب أنه لا يعلم في هذا بأساً، وإن كنت أميل إلى أنه يلزم المسجد الذي يطمئن قلبه فيه، ويخشع فيه، لأنه قد يذهب إلى مسجد آخر لا يحصل له فيه ما حصل في الأول من الخشوع والطمأنينة.
وسئل سماحته عمن يصلي مع الإمام ركعات فقط، وينصرف فأجاب أن السنة الإتمام مع الإمام، ولو صلى ثلاثا وعشرين لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ’’من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب الله له قيام ليلته، وفي لفظ آخر بقية ليلته، والثلاث والعشرون فعلها عمر رضي الله عنه والصحابة، فليس فيها نقص، وليس فيها إخلال، بل هي من سنن الخلفاء الراشدين.
الرابع عشر: الإعتكاف وتحري ليلة القدر في العشر الأواخر.
الخامس عشر: الإلحاح في الدعاء
الدعاء هو أعظم دليل يقدمه العبد بين يدي مولاه، وأوضح برهان على عبوديته إياه، وهو باب من أبواب الفرج، ومفتاح باب الحاجة، ومسلك من مسالك السعادة، لا يسلكه إلا أهل الله العارفين به. هوعدة المريدين، وطريق السالكين، وجنة العارفين، وروضة المتقين، وملاذ المومنين، ومتنفس المكروبين، وترياق المهمومين، وسلم المذنبين، وذخر المحتاجين، وباب يقف عند عتباته المضطرين، وهو دأب الأنبياء والأولياء والصالحين وملجؤهم الذي يفرون إليه كلما اشتد بهم الأمر وضاق عليهم الحال أو كلما أرادوا جلب خير أو دفع شر.
قال صلى الله عليه وسلم عن علي كرم الله وجهه: ’’الدعاء سلاح المؤمنين، وعماد الدين، ونور السماوات والأرض‘‘(رواه الحاكم في صحيحه).
وشهر رمضان شهر استجابة الدعوات وتنزل الرحمات فأكثروا فيه من الدعاء لأنه مفتاح أبواب الرحمة، قال صلى الله عليه وسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما: ’’من فتح له منكم باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة، وما سئل الله شيئا أحب إليه من أن يسأل العافية‘‘(رواه الترمذي).
الدعاء شأنه عظيم وفضله كبير فهو كما قال صلى الله عليه وسلم: ’’الدعاء عبادة‘‘ فأخلصن أخواتي في الطلب قال سبحانه: ﴿وادعوه مخلصين له الدين حنفاء﴾، وادعين بتضرع وخشوع فإنما الدعاء هو رفع أكف الدراعة للمولى جل وعلا متذللات خاضعات خاشعات موقنات به سبحانه، قال صلى الله عليه وسلم قال: ’’ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يقبل دعاء من قلب غافل لاهٍ‘‘.
فإذا سأتي أختي الكريمة فاسألي الله، و إذا استعنتي فاستعيني بالله، فإن الله يغضب من عبده إذا لم يسأله وبني آدم إذا سئل يغضب، قال صلى الله عليه وسلم: ’’من لم يسأل الله يغضب عليه‘‘(رواه الترمذي).
وابدان الطلب بالحمد ثم الصلاة والسلام على مسك الختام وبدر التمام خير من صلى وقام، واسألن الله وحده بعزم وحزم مع حسن ظن، دون إثم ولا تكلف السجع، مع اسقبال القبلة ورفع الأيدي، وإطابة المطعم فهذه بعض آداب الطلب.
۞ هذا وصَلَّى الله عَـلَـىٰ مُـحَـمَّدٍ وَ آلِ مُـحَـمَّـدٍ عَـدَدَ مَا سَـبَّـحَ طَـيْـرٌ وَ طَـارَ، وَ عَـدَدَ مَـا تَـعَاقَبَ ٱللَّـيْـلُ وَٱلنَّـهَارُ، وَعَـدَدَ حَـبَّاتِ ٱلـرَّمْلِ وَ ٱلتُّـرَابِ، وَعَـدَدَ مَا أَشْـرَقَـتْ عَـلَـيْـهِ ٱلشَّمْـسُ وَ أَظْلَـمَ عَـلَـيْـهِ ٱللَّـيْـلُ، وَ عَـدَدَ مَا ذَڪَـرَهُ ٱلـذَّاڪِـرُونَ وَ غَـفَـلَ عَنْ ذِکْـرِهِ ٱلْغَـافِـلُـونَ. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.