طريقتي الاولى في القراءة لاستيعاب الكتب التي اقرؤها
- من طرف Admin
- 1707 مشاهدة
طريقتي الاولى في القراءة لاستيعاب الكتب التي اقرؤها
إن قراءة كتاب تعد بحد ذاتها مهمة يسيرة، لكن الصعوبة تكمن في فهم واستيعاب ذلك الكتاب. في السنوات القليلة الماضية، كان تركيزي منصبًا على اكتساب عادات جيدة في القراءة، فتعلمت كيف أزيد من مقدار ما أقرأ. إلا أني اكتشفت أن الهدف ليس فقط أن تقرأ أكثر، ولكن أن تحسن من قراءتك وتجعلها فعالة أكثر. يقرأ معظم الناس كتبًا واقعية لهدف تطوير الذات عن طريق تعلّم مهارة جديدة أو التوصل لحل مشكلة مهمة أو النظر للعالم من زاوية جديدة. قراءة الكتب تعد أمرًا مهمًا بالطبع، ولكن استحضار ما قرأناه والاستفادة منه يعادل أهمية القراءة.
وبعد كل هذا، أود أن أشارككم ثلاث استراتيجيات لاستيعاب المقروء أطبقها شخصيًا لكي أجعل قراءتي أكثر إنتاجية.
اجعل جميع ملاحظاتك سهلة البحث
من المهم أن يكون لديك دفترًا تدون فيه أفكارك وملاحظاتك لتيسير الرجوع إليها بسهولة، فذلك يزيد احتمالات تطبيق ما تقرؤه في الحياة الواقعية. والفكرة إن لم تجدها وقت الحاجة، فهي عديمة الفائدة، لذلك بتدوينك لأفكارك وملاحظاتك لن تضطر لأن تعتمد على ذاكرتك وحدها لتستوعب ما قرأت.
أنا شخصيًا أخزن جميع ملاحظات الكتب التي أقرأها على تطبيق (Evernote)، وأفضله على غيره من التطبيقات كثيرًا، وذلك لعدة أسباب: 1- يتميز بسهولة البحث. 2- يمكن استخدامه على أكثر من جهاز بسهولة. 3- يمكن من خلاله إنشاء ملاحظات وحفظها حتى في حالة عدم الاتصال بالشابكة (الإنترنت).
أسجل ملاحظاتي على (Evernote) كل ثلاثة أيام على النحو التالي:
أولًا: في حالة كنت أستمع إلى كتاب صوتي فإني أنشئ ملاحظة جديدة مخصصة لذلك الكتاب ثم أدوّن ملاحظاتي بينما أستمع. وطريقتي المفضلة هي أن استمع للكتب الصوتية بسرعة ×1.25 وأضغط على زر التوقف في حال قررت أن أدون شيئًا ما. عملية الجمع بين سرعة القراءة الصوتية وبطء تدوين الملاحظات تخلق توازنًا فيما بينها، وعادةً ما أنتهي من قراءة الكتاب في وقت معقول.
ثانيًا: في حالة كنت أقرأ كتابًا ورقيًا، فإني أطبق العملية نفسها مع تغيير واحد. تدوين الملاحظات أثناء قراءة كتاب مطبوع قد تكون عملية مزعجة، وذلك لأنك ستضطر لأن تضع الكتاب جانبًا ثم تعود له من جديد. لذلك أحب استخدام حامل كتب، فهو يسهل عملية تدوين الاقتباسات الطويلة، مما يوفر سرعة أكثر في تدوين الملاحظات.
الكتب المطبوعة والمسموعة رائعة، ولكن العملية تصبح أكثر تشويقًا مع الكتب الإلكترونية. وطريقتي الثالثة (والمفضلة) لقراءة الكتب الإلكترونية هي عن طريق استخدام جهاز الكندل (Kindle Paperwhite)، حيث أستطيع تظليل وتحديد مقطع كامل بسهولة أثناء القراءة عبر الكندل، دون أي حاجة للكتابة. وبمجرد انتهائي من القراءة أستخدم برنامجًا اسمه (Clippings) لنقل كل ملاحظاتي وتحديداتي للنصوص في كندل إلى تطبيق (Evernote).
إن اتباعي لهذه الطرائق الثلاثة قد سهّل لي حفظ ملاحظاتي على الكتب على تطبيق (Evernote) حيث تستطيع أن تبحث عن الملاحظات هناك بحثًا فوريًا. فحتى لو لم أتذكر بالضبط أين قرأت عن فكرة معينة، فغالبًا ما أبحث عنها في التطبيق وأحصل على ما أريده بسهولة وسرعة.
ربط الأفكار ببعضها أثناء القراءة
عندما تذهب إلى المكتبة، ستجد أن جميع الكتب مصنفة إلى موضوعات مختلفة، فهناك كتب السير الذاتية وكتب التاريخ وكتب العلوم وكتب الفلسفة، بينما في الحياة الواقعية، بطبيعة الحال، لن تكون المعارف مقسمة بهذه الصورة المرتبة، فالموضوعات متداخلة فيما بينها والمعارف مترابطة ببعضها البعض.
غالبًا ما توجد الفائدة في التداخلات بين الأفكار. ولهذا السبب دائمًا أحاول ربط الكتاب الذي أقرأه مع مخزون الأفكار الذي أملكه مسبقًا، وأحاول قدر المستطاع دمج الفوائد التي أتعلمها بالأفكار السابقة.
على سبيل المثال:
· أثناء قراءتي لكتاب (The Tell-Tale Brain) لعالم الأعصاب فيلاينور راماشاندران، اكتشفت أن أحد نقاطه الرئيسية مرتبطة بفكرة تعلمتها مسبقًا من الباحث الاجتماعي برين براون.
· في ملاحظاتي على كتاب (الفن الخفي وراء اللامبالاة). لاحظت كيف أن فكرة مارك مانسون حول “قتل نفسك” مرتبطة مع مقال بول غراهام (أبق هويتك صغيرة).
· بينما كنت أقرأ (الإتقان) لجورج ليونارد، لاحظت أن الكتاب كان يتمحور حول عملية التحسين والتطوير، كما أنه سلط بعض الضوء على العلاقة بين الجينات والأداء.
وبعد ذلك أضفت كل فائدة اقتنصتها من قراءاتي تلك إلى الملاحظات الخاصة بكل كتاب. إن عملية الدمج والربط هذه في غاية الأهمية ليس فقط لأنها تجعل الأفكار “تلتصق” في عقلك، ولكنها أيضًا مهمة لفهم العالم ككل.
يعتمد بعض الناس في كثير من الأحيان على كتاب أو مقال واحد بصفته أساسًا يبنون عليه كامل معتقداتهم، لذا فإن إجبار نفسك على ربط الأفكار ببعضها البعض يساعدك في إدراك أنه ليس هناك نظرة واحدة تنظر بها إلى العالم. وفي الغالب، فإن روعة المعرفة تظهر في أبهى صورها في الروابط المعقدة بين الأفكار.
تلخيص الكتاب في فقرة واحدة
بمجرد ما أنتهي من قراءة الكتاب، أتحدى نفسي في تلخيص كامل المحتوى في ثلاث جمل فقط. هذا التقييد هو مجرد تمرين بالطبع، ولكني أجده تمرينًا مفيدًا لأنه يجبرني على مراجعة ملاحظاتي والتركيز على ما كان مهمًا بالفعل في الكتاب.
كيف سأصف الكتاب لصديق؟ ماهي الأفكار الرئيسية؟ إذا كنت سأختار فكرة واحدة من الكتاب كاملًا، فأي واحدة ستكون؟
وفي كثير من الحالات، أجد أن بعد قراءتي للملخص ذي القطعة الواحدة ومراجعة ملاحظاتي، سأحصل على نفس القدر من المعلومات الذي سأحصل عليه لو أني قرأت الكتاب كاملًا من جديد. (فهناك الكثير من الحشو في الكتب الواقعية هذه الأيام).