النسيج الكوني .....اكتشافات مذهلة
- من طرف حمزة الفلسطيني
- 2467 مشاهدة
إن مصطلح «النسيج الكوني» مصطلح حديث جداً، وقد أطلقه العلماء للتعبير عن بنية الكون ولما كانت الحقيقة العلمية يتم إثباتها بالصور فقد قام فريق من العلماء برسم صورة للكون ثلاثية الأبعاد باستخدام السوبر كمبيوتر، وكانت المفاجأة أن المجرات لم تكن تتوزع عشوائياً في الكون، بل تصطفّ على خيوط طويلة، وترتبط هذه الخيوط بعقد، وتشكل نسيجاً كونياً رائعاً!
وبعد دراسة لهذا النسيج وبعد أبحاث كثيرة، فقد تأكد ان هذا النسيج هو ما تحدثت عنه الآية الكريمة: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ) الذاريات7_وفسر اللغويون (الْحُبُكِ)بأنها تشير إلى النسيج المحكم.وهذا يوافق الحقائق العلمية المكتشفة في القرن العشرين، يقول الدكتور زغلول النجار: وهنا يتضح جانب من الوصف القرآني للسماء, بأنها ذات (حُبُك) أي ذات ترابط محكم شديد يربط بين جميع مكوناتها, من أدق دقائقها وهي اللبنات الأولية في داخل نواة الذرة, إلى أكبر وحداتها وهي التجمعات المجرية العظمى إلى كل الكون».
و علماء اللغة يربطون هذه الكلمة دائماً بنسج الثوب وإتقانه وإحكامه، وهم يتحدثون عن خيوط تُحبك وتُشد وترتبط بعُقد محكمة. والسؤال: هل يمكن أن نجد في اكتشافات العلماء ما يشير إلى وجود نسيج حقيقي في السماء؟.
لقد أدرك علماء الفلك أخيراً أن كل ما نراه بالعين المجردة من نجوم في السماء ما هو إلا جزء من مجرة صغيرة لا تكاد تُرى بالمقاييس الكونية!وبعد ذلك لاحظوا وجود ما يشبه الغيوم أو الضباب المضيء خارج مجرتنا، فأطلقوا عليها اسم السدم nebulae . وهذه السدم ما هي إلا مجرات تشبه مجرتنا درب التبانة. وأن هذه المجرات تتحرك مبتعدة عنا بسرعات كبيرة، ولكننا لا نلاحظ هذه الحركة بسبب المسافات الهائلة التي تفصلنا عنها.
فكيف تتوزع المجرات والغاز والغبار الكوني في الفراغ بين النجوم؟ وهل هنالك من نظام يحكم هذا التوزع؟
قام بعض العلماء بأضخم عملية حاسوبية لرسم صورة مصغرة للكون، وتم إدخال عشرة آلاف مليون معلومة في السوبر كمبيوتر، حول عدد ضخم من المجرات يزيد على 20 مليون مجرة! وعلى الرغم من السرعة الفائقة لهذا الجهاز إلا أنه بقي يعمل في معالجة هذه البيانات مدة 28 يوماً حتى تمكن من رسم صورة مصغرة للكون!!
كانت الصورة التي رسمها الكمبيوتر للكون تشبه إلى حد كبير نسيج العنكبوت، ولذلك فقد أطلق عليها العلماء مصطلح «النسيج الكوني».
صورة للنسيج الكوني وتظهر فيه المجرات وكأنها تصطف على
خيوط محكمة، سبحان الخالق العظيم
لقد تبين أن كل خيط من خيوط هذا النسيج يتألف من آلاف المجرات، وهذه المجرات قد رصفت بطريقة شديدة الإحكام، أي أن هذا النسيج محكم إحكاماً شديداً.
ولو تأملنا أي خيط كوني سوف نجده خيطاً دقيقاً جداً بالمقاييس الكونية، فإذا علمنا بأن النجم الواحد يمتد في الفضاء لمسافة تساوي عدة ثوان ضوئية، فإن الخيط الكوني يمتد لعدة بلايين من السنوات الضوئية !
يقول العالم بول ميلر أحد كبار علماء الفلك مؤكداً رؤيته لهذا النسيج :"إننا لا نكاد نشك بأننا وللمرة الأولى نرى هنا خيطاً كونياً صغيراً في الكون المبكر".
ولو قمنا مثلاً بتصغير خيط كوني حتى يصبح قطره ميليمتراً واحداً فإن طول هذا الخيط سيبلغ عدة مئات من الأمتار!! فتأمل دقة هذا الخيط الكوني، فهو رفيع جداً وطويل جداً، وعلى الرغم من ذلك نجده محكماً ومشدوداً بقوى كونية عظيمة.
صورة للخيط الكوني تمتد ملايين الكيلومترات
والسؤال: ألا يدل هذا على عظمة هذه الخيوط ودقة صنعها وإتقانها؟ ومن هنا قد ندرك لماذا أقسم الله بها في كتابه المجيد.
بعض المقالات المكتوبة والمنشورة هنا نقلآ عن مواقع علمية
تحياتي ..